الخبراء وأولياء الأمور يطالبون بمد تأجيل الدراسة أو إلغائها.. و"التعليم" تؤكد أن أسبوعاً واحداً يكفى لإعداد المدارس لمواجهة الأنفلونزا
الجمعة، 11 سبتمبر 2009
هل يستجيب وزير التعليم لمطالب الخبراء؟
بمجرد إعلان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، مساء أمس، عن تأجيل الدراسة إلى 3 أكتوبر المقبل، بدا الارتياح واضحا على الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم، الذى اعتبر القرار بمثابة فرصة لوزارته لكى تكثف من تطبيق الإجراءات الوقائية بالمدارس لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير.
فمن وجهة نظر الجمل، ستمنح فترة التأجيل، الممتدة لـ 7 أيام، وزارة التربية والتعليم فرصة أفضل للانتهاء من تجهيز المدارس طبياً لمواجهة المرض، لذا قرر الوزير استغلال هذا الأسبوع فى استكمال إنشاء غرف عزل المصابين والحالات المشتبهة داخل المدارس، وعمل فتحات تهوية بكل مدرسة وتنظيف الحمامات وخزانات المياه، وإمداد المدارس بمخفضات الحرارة.
ليس ذلك فقط، بل قررت "التعليم" استثمار فترة التأجيل من أجل عقد دورات تدريبية للمعلمين والطلاب بطرق الوقاية من المرض، وإعداد المناهج الدراسية فى صورة مرئية ليتم بثها من خلال القنوات التليفزيونية التعليمية بالتوازى مع الموعد الجديد لبدء الدراسة.
تلك الإجراءات الوقائية تراها الوزارة كفيلة بحماية الطلاب من الإصابة بالمرض، غير أن عددا من الخبراء التربويين يرون أن أسبوعا واحدا لن يكفى لتطبيق الإجراءات الوقائية ضد الفيروس داخل 43 ألف مدرسة، ويطالبون بمد فترة التأجيل خاصة أن نسبة غير قليلة من المدارس، برأيهم، تفتقر إلى البنية الأساسية والإنشاءات لمواجهة المرض، وهو ما يجعل إلغاء الدراسة أمرا حتميا فى حالة تفشى أنفلونزا الخنازير.
المطالبة بمد فترة التأجيل لعدم استعداد المدارس لمواجهة المرض يدعمهما المركز المصرى لـ "الحق فى التعليم"، حيث يقول رئيسه عبد الحفيظ طايل " أدعوا مسئولى الوزارة لعمل جولة بالمدارس الموجودة فى المحافظات الريفية والصعيد، وأنا متأكد أنهم سيقررون بعدها تأجيل الدراسة لمدة أطول"، مشيرا إلى أن المدارس بتلك المناطق ليس بها أماكن لإنشاء غرفة لعزل مرضى، ولا يتوفر بها فتحات تهوية جيدة، كما أن الحمامات بها تفتقر إلى المياه ولو تواجدت تكون غير نظيفة، هذا إلى جانب أن الخدمة بالوحدات الصحية القريبة من تلك المدارس ضعيفة بما يهدد حياة أى طالب تصيبه أعراض المرض.
طايل يؤكد أن المدارس بالقرى والنجوع والمناطق النائية ليس بها زائرة صحية تقوم بالفحص الطبى على الطلاب ومراقبتهم صحيا للتأكد من خلوهم من الفيروس، داعيا الوزير يسرى الجمل إلى إطلاق حملة تطوعية يشارك بها شباب مهمتهم تنظيف المدارس والفصول قبل بدء العام الدراسى.
سبب آخر يراه الخبراء كافيا لمد فترة تأجيل العام الدراسى، وهو أن الإصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير ستسجل أعلى أرقام لها خلال شهرى أكتوبر و نوفمبر وديسمبر المقبلين بمعدل من 50 إلى 100 إصابة يوميا، الأمر الذى يفرض على الوزارة مناقشة مسألة إلغاء النصف الدراسى الأول وتطبيق نظام "المنازل" بحسب رأى الخبراء.
أولياء الأمور الطلاب أيدوا قرار تأجيل الدراسة، وطالبوا بمد فترة التوقف حتى تنتهى المدارس من الاستعداد لمواجهة المرض، بل وتمنوا أن تقرر الحكومة إلغاء الدراسة تماما فى حالة تفشى المرض، على أن يتلقى الطلاب دروسهم عبر القنوات التليفزيونية والإنترنت.